الأب : ماذا بك يا سعد ؟؟
سعد باكيا : أحد الأولاد الذين يلعبون الكرة أمام البيت يدعى إسلام قام باعتراض طريقى عند عودتى وتشاجر معى مع أنى لم أفعل له شيئا !!
الأب غاضبا : تعال معى ودلنى عليه
_________________________
كانت الدراسة لا زالت فى مبتدأها .. وكان الجو خريفا ، وكان الأولاد يتجمعون يوميا بعد انتهاء اليوم الدراسى ليلعبوا الكرة فى المساحة الشاسعة الخالية أمام منزل الأستاذ محمد فى تلك القرية الكبيرة بإحدى محافظات مصر .. ولكن الضوضاء والضجة الناجمة عن لعب الأولاد بسبب مشاجراتهم التى لا تنتهى كانت دوما ما تزعجه وأسرته ولا تدع لأحد الفرصة فى أن يركز فى عمله أو دراسته .. خاصة وأنه يعمل محاميا ولديه ولدين فى الصفين السادس والرابع الإبتدائى .. ومع استمرار هذا البرنامج اليومى المزعج حاول بأكثر من طريقة أن يوجه الأولاد للعب دون ضوضاء أو مشاجرة وتحدث مع آباء بعضهم عن القلق الذى يسببونه له وأسرته ولكن دون جدوى .. حتى جاءه إبنه الأكبر سعد باكيا شاكيا له ما حدث من ذلك الفتى إسلام .. وخرج من بيته مع ولده الباكى ليدله على ذلك الفتى .. فوجده طفلا لم يتجاوز الثانية عشر بعد ، ولكنه كان قوى البنية مقارنة بأبناء عمره ، وعلى الرغم من ملامحه الطفوليه إلا أنه يحاول أن يتظاهر بمظهر القوى الذى يرهب بقية الأولاد ، وأنه يعرف بين أقرانه بأنه " إسلام البلطجى " .. فتحدث معه عن سبب اعتراضه لابنه فوجده يتكلم بغير أدب واحترام لمن هو أكبر منه سنا .. فأخذ ولده وتوعد الفتى بأنه سيتكلم مع والده بهذا الشأن .. وعاد لبيته وهو غاضب حزين لا يدرى ماذا يفعل .. ولكنه كان مؤمن أنه يجب أن يكون هناك حلا .. وهنا خطرت له الفكرة ..
ذهب ليصلى العشاء بالمسجد الصغير بالشارع المواجه لمنزله .. ثم توجه إلى بيت جاره وصديقه الذى لديه أولادا بنفس عمر أولاده ويعانون ممن يعانيه هو الآخر من هؤلاء الأولاد .. فأخبره بأنه سيقوم بإجراء مسابقة بين أولاد المنطقة فى أداء الصلوات الخمس بالمسجد الذى يصلى فيه .. وسيقوم بشراء جوائز لتوزيعها على الأوائل منهم ، على أن يتم ذلك كل شهر .. فتحمس جاره لفكرته وقال له .. عليك أنت التنظيم والمتابعة وعلى الجوائز ..
وجاء الأولاد فى اليوم التالى للعب فى ساحتهم المعتادة .. فخرج عليهم الأستاذ محمد وأخبرهم عن المسابقة وجوائزها القيمة .. والمفاجأة أن كثيرا من الأولاد تحمس للفكرة وأخذوا يطرحون عليه الأسئلة حول كيفية تسجيلهم بها وكيف سيتابعهم وما هى الجوائز وسألوه عن كل تفاصيل المسابقة...
وبدأت المسابقة فى اليوم التالى وأخذ الأولاد والبنات الصغار يتنافسون فى الذهاب للمسجد أولا .. حتى أن القائم على شئون المسجد اشتكى من ذهابهم قبل الصلوات مبكرا جدا وانتظارهم له حتى يفتح لهم أبوابه ..
وفى غضون أيام قليلة .. اختفت الضجة اليومية .. وانقلب حال الأطفال رأسا على عقب .. وبدأ شيخ المسجد فى إعطائهم درسا عقب الصلاة فى كيفية المحافظة على نظافة دورة مياة المسجد وألا يتزاحموا فيها أو يحدثوا أى ضجة بمجرد دخولهم للمسجد .. بل امتدت هذه النصائح لتشمل حسن معاملتهم آبائهم وأمهاتهم واجتهادهم فى دروسهم وعدم الهرب من المدرسة واحترام مدرسيهم ومساعدة زملائهم وغير ذلك ..
وانتشر خبر التجربة فى كثير من أنحاء القرية ، وجاء أطفال من مناطق أخرى يتساءلون عن إمكانية مشاركتهم بالمسابقة .. وأيضا جاء آباء وأمهات آخرون يسألون الأستاذ محمد عن تجربته كى يستطيعوا إجرائها فى أحيائهم ....
وحينئذ فرح الأستاذ محمد كثيرا بتجربته تلك ، وشعر بأنه استطاع أن يحول طاقات هؤلاء الأولاد الصغار لعمل شىء إيجابى ومفيد.. بدلا ن أن تضيع سدى بلا هدف .. ذلك بالإضافة إلى أنه استطاع أخيرا هو وأسرته أن يمارسوا حياتهم فى هدوء وسكينة ، وسلم من مشاجراتهم وضوضائهم المتكررة .. اللهم إلا الضوضاء الناجمة عن تجمعهم أمام بيته بعد كل صلاة ليسجلوا أسماءهم فى كشوف الحاضرين للصلاة !!
الأب عندما رأى ولده سعد عائدا للبيت : حمدا لله على سلامتك يا سعد .. هل تعرض لك أحد الأولاد ؟؟
سعد بابتسامة كبيرة : كلا يا والدى .. لم يعترض طريقى أحد .. بل بالعكس .. لقد أصبح إسلام حينما يرانى خارجا أو عائدا إلى البيت يبادر
إلى ويسألنى : مش عايز حاجة يا سعد ؟!!
وهنا ابتسم الأب بدوره قائلا : اللهم لك الحمد
" قصة واقعية "
سعد باكيا : أحد الأولاد الذين يلعبون الكرة أمام البيت يدعى إسلام قام باعتراض طريقى عند عودتى وتشاجر معى مع أنى لم أفعل له شيئا !!
الأب غاضبا : تعال معى ودلنى عليه
_________________________
كانت الدراسة لا زالت فى مبتدأها .. وكان الجو خريفا ، وكان الأولاد يتجمعون يوميا بعد انتهاء اليوم الدراسى ليلعبوا الكرة فى المساحة الشاسعة الخالية أمام منزل الأستاذ محمد فى تلك القرية الكبيرة بإحدى محافظات مصر .. ولكن الضوضاء والضجة الناجمة عن لعب الأولاد بسبب مشاجراتهم التى لا تنتهى كانت دوما ما تزعجه وأسرته ولا تدع لأحد الفرصة فى أن يركز فى عمله أو دراسته .. خاصة وأنه يعمل محاميا ولديه ولدين فى الصفين السادس والرابع الإبتدائى .. ومع استمرار هذا البرنامج اليومى المزعج حاول بأكثر من طريقة أن يوجه الأولاد للعب دون ضوضاء أو مشاجرة وتحدث مع آباء بعضهم عن القلق الذى يسببونه له وأسرته ولكن دون جدوى .. حتى جاءه إبنه الأكبر سعد باكيا شاكيا له ما حدث من ذلك الفتى إسلام .. وخرج من بيته مع ولده الباكى ليدله على ذلك الفتى .. فوجده طفلا لم يتجاوز الثانية عشر بعد ، ولكنه كان قوى البنية مقارنة بأبناء عمره ، وعلى الرغم من ملامحه الطفوليه إلا أنه يحاول أن يتظاهر بمظهر القوى الذى يرهب بقية الأولاد ، وأنه يعرف بين أقرانه بأنه " إسلام البلطجى " .. فتحدث معه عن سبب اعتراضه لابنه فوجده يتكلم بغير أدب واحترام لمن هو أكبر منه سنا .. فأخذ ولده وتوعد الفتى بأنه سيتكلم مع والده بهذا الشأن .. وعاد لبيته وهو غاضب حزين لا يدرى ماذا يفعل .. ولكنه كان مؤمن أنه يجب أن يكون هناك حلا .. وهنا خطرت له الفكرة ..
ذهب ليصلى العشاء بالمسجد الصغير بالشارع المواجه لمنزله .. ثم توجه إلى بيت جاره وصديقه الذى لديه أولادا بنفس عمر أولاده ويعانون ممن يعانيه هو الآخر من هؤلاء الأولاد .. فأخبره بأنه سيقوم بإجراء مسابقة بين أولاد المنطقة فى أداء الصلوات الخمس بالمسجد الذى يصلى فيه .. وسيقوم بشراء جوائز لتوزيعها على الأوائل منهم ، على أن يتم ذلك كل شهر .. فتحمس جاره لفكرته وقال له .. عليك أنت التنظيم والمتابعة وعلى الجوائز ..
وجاء الأولاد فى اليوم التالى للعب فى ساحتهم المعتادة .. فخرج عليهم الأستاذ محمد وأخبرهم عن المسابقة وجوائزها القيمة .. والمفاجأة أن كثيرا من الأولاد تحمس للفكرة وأخذوا يطرحون عليه الأسئلة حول كيفية تسجيلهم بها وكيف سيتابعهم وما هى الجوائز وسألوه عن كل تفاصيل المسابقة...
وبدأت المسابقة فى اليوم التالى وأخذ الأولاد والبنات الصغار يتنافسون فى الذهاب للمسجد أولا .. حتى أن القائم على شئون المسجد اشتكى من ذهابهم قبل الصلوات مبكرا جدا وانتظارهم له حتى يفتح لهم أبوابه ..
وفى غضون أيام قليلة .. اختفت الضجة اليومية .. وانقلب حال الأطفال رأسا على عقب .. وبدأ شيخ المسجد فى إعطائهم درسا عقب الصلاة فى كيفية المحافظة على نظافة دورة مياة المسجد وألا يتزاحموا فيها أو يحدثوا أى ضجة بمجرد دخولهم للمسجد .. بل امتدت هذه النصائح لتشمل حسن معاملتهم آبائهم وأمهاتهم واجتهادهم فى دروسهم وعدم الهرب من المدرسة واحترام مدرسيهم ومساعدة زملائهم وغير ذلك ..
وانتشر خبر التجربة فى كثير من أنحاء القرية ، وجاء أطفال من مناطق أخرى يتساءلون عن إمكانية مشاركتهم بالمسابقة .. وأيضا جاء آباء وأمهات آخرون يسألون الأستاذ محمد عن تجربته كى يستطيعوا إجرائها فى أحيائهم ....
وحينئذ فرح الأستاذ محمد كثيرا بتجربته تلك ، وشعر بأنه استطاع أن يحول طاقات هؤلاء الأولاد الصغار لعمل شىء إيجابى ومفيد.. بدلا ن أن تضيع سدى بلا هدف .. ذلك بالإضافة إلى أنه استطاع أخيرا هو وأسرته أن يمارسوا حياتهم فى هدوء وسكينة ، وسلم من مشاجراتهم وضوضائهم المتكررة .. اللهم إلا الضوضاء الناجمة عن تجمعهم أمام بيته بعد كل صلاة ليسجلوا أسماءهم فى كشوف الحاضرين للصلاة !!
الأب عندما رأى ولده سعد عائدا للبيت : حمدا لله على سلامتك يا سعد .. هل تعرض لك أحد الأولاد ؟؟
سعد بابتسامة كبيرة : كلا يا والدى .. لم يعترض طريقى أحد .. بل بالعكس .. لقد أصبح إسلام حينما يرانى خارجا أو عائدا إلى البيت يبادر
إلى ويسألنى : مش عايز حاجة يا سعد ؟!!
وهنا ابتسم الأب بدوره قائلا : اللهم لك الحمد
" قصة واقعية "
السبت يونيو 15, 2013 1:39 am من طرف doodybosy
» ريهـــ (حينما يتحدث القلب والعقل معا) ـــان
السبت مايو 12, 2012 1:50 am من طرف nagat
» فى حب رسول الله..بقلمى : دعاء أحمد
الجمعة نوفمبر 11, 2011 12:32 am من طرف دعاءاحمد
» فضفضة..........(فى حب الله)
الأربعاء أكتوبر 12, 2011 1:16 am من طرف rehan
» My empty house
الخميس أغسطس 18, 2011 10:24 pm من طرف rehan
» ناقش الي بعدك بسؤال
الأربعاء أغسطس 17, 2011 10:30 pm من طرف 7ob El-7iah
» عندما يتمثل الدين في الأنثى
الثلاثاء يوليو 26, 2011 11:48 pm من طرف rehan
» حلوه بلادي
الإثنين يوليو 25, 2011 2:55 am من طرف rehan
» يامن تقول أحب محمدا............
الثلاثاء يوليو 19, 2011 7:52 pm من طرف rehan
» ادخل طمنا عملت ايه فى الامتحان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الإثنين يوليو 18, 2011 2:43 pm من طرف rehan